البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : عصر شتاء وعصر قيظ


اللزومية الخامسة والأربعون بعد الستمائة: وهي من لزومياته التي أخذت عليه بعض ابياتها وهما البيتان ( 4 و5) ورد على الطاعنين في كتابه "زجر النابح" وجاء رده هذه المرة ردا فصيحا مليحا إلا أنه لا يخلو من التهرب وكان الأَولى أن يكون الطعن على الأبيات الثلاثة الأُولى ! قال: وإنكار هذا قد صدر عن قلبٍ مستولٍ عليه الشكّ متمكنٌ منه الإلحاد. فمهما سمع من قول يصرفه إليه. لأن الإنسان إذا كثرت همته بالشيء تصوره في كلِّ أوانٍ، وتوهمه في اليقظة والرقاد، كما قال: ولو أنها عصفورة لحسبتها=مسوّمة تدعو عُبيدا وأرثما# فأما البيتان فليس فيهما ما ينكر وإنما هو كالتوجع لمن حلت به الرزية وهو طفلٌ. والإجماع واقع من أهل الشرائع بأنَّ الأطفال لا ذنوب لهم، وأن تعويضهم يكون من عند الله..... والذي يعترض على مثل هذه الأشياء لو قدر أن يجعل الخذف بالحصاة إلحاداً، بَلْهَ القيامَ واللعبَ وما هو جارٍ مجراها من أفعال الآدميين وتلك بِغضةٌ وَقَرَتْ في الصدر إما لمخالفة من الطبع. وإما لأمر من القضاء لا يعلم. وهي اللزومية الخامسة والستون بعد المائة في قافية الراء / عدد أبياتها5) (المنسرح): يا طفل: الراء المكسورة مع الحاء: ص740_ شرح نَديم عَدِي_ ج2/دار طلاس للدراسات/ط2. @@@@@ سنعتمد في شرح ما تبقى من اللزوميات شرح د. حسين نصار الذي أصدره (مركز تحقيق التراث الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة، مصر 1992م ، عدد الأجزاء (3) عدد الصفحات (1397) تحقيق سيدة حامد، منير المدني، زينب القوصي، وفاء الأعصر إشراف ومراجعة الدكتور حسين نصار) مع إضافة شرح أمين عبد العزيز الخانجي (طبعة مكتبة الخانجي، القاهرة بمقدمة الأستاذ كامل كيلاني، ومراعاة الرموز (هـ) هامش النسخة الهندية، و(م هـ ) متن الهندية، و(م) شرح النسخة المصرية. وكذلك شرح عزيز أفندي زند مدير جريدة المحروسة ومحررها طبع بمطبعة المحروسة بمصر سنة 1891م، آخذين بعين الاعتبار المحافظة على ما وصلنا من شرح البطليوسي وكنا قد اعتمدنا سابقا نشرة د طه حسين وإبراهيم الأبياري حتى اللزومية ٧٥ وهي آخر ما نشر من شرحهما للزوميات ((ورأينا اعتبارا من اللزومية 113 أن نلم ببعض ما انفرد به الشيخ أحمد بن إسماعيل الفحماوي (ت 1307هـ) في نسخه وهو وراق متأخر كان يتعيش بنسخ اللزوميات وبيعها. وتعج نسخة الفحماوي هذه بحواش وتعليقات نقلها الدكتور حسين نصار برمتها في نشرته في كل شروحه سواء أشار إلى ذلك أم لا ولا ندري كيف نلتمس له العذر على أنه لم يصرح في المقدمة أنه اعتمد نسخة الفحماوي بل لم يذكر نسخة الفحماوي في كل مقدمته ولا تفسير لذلك سوى الفوضى التي خلفتها أقلام فريق العمل الذي كان يشرف عليه وقد استنفد الفحماوي خياله الفني في ابتكار صور حواشيه فهذه بصورة زورق وأخرى في هيئة جمل بارك وأخرى صور أمواج أو سارية قامت على هامش الصفحة وتضمنت شروح كل الأبيات مضفورة كضفائر السواري ونأمل أن نجد فرصة لاحقا لإعادة نشرها في موقعنا ' بحيث تكون كل صفحة في مكانها من اللزوميات وكل ما يذكره نصار في شرحه للأبيات هو كلام الفحماوي والحق أن يرد الحق إلى أهله. وذكره أحمد تيمور باشا في كتابه عن ابي العلاء فقال أثناء تعريفه باللزوميات: "وكان الأديب الفاضل الشيخ أحمد الفحماوي النابلسي، نزيل مصر رحمه الله تعالى، مشتهِرًا بكتابة نسخ من هذا الكتاب، يتحرى فيها الصحة، ويطرزها بالحواشي المفيدة، ثم يبيع النسخة بعشرين دينارًا مصريًّا، فيتنافس في اقتنائها أعيان مصر وسراتها، وعندي منها نسختان" انتهى كلام تيمور باشا وفي أخبار الفحماوي أنه قام بطبع اللزوميات لأول مرة في مصر على الحجر في مطبعة كاستلي التي كان يعمل فيها وهي أشهر مطبعة وقتها بعد مطبعة بولاق (ولم نتوصل حتى الآن إلى هذه الطبعة ولا نعرف تاريخها) والنسخة التي سنعتمدها هي النسخة التي تحتفظ بها دار الكتب المصرية برقم 72 شعر تيمور وتقع في 448 ورقة.)) ونشير اعتبارا من اللزومية 391 إلى ما حكيناه في مقدمة اللزومية 390 عن اكتشاف نسخة من ديوان ابن حزم تضمنت قطعة من لزوميات أبي العلاء وقع فيها خلاف في ألفاظ كثيرة وزيادة على أبيات اللزوميات وكلها تنحصر في حرفي الدال والراء ( والله الموفق). أما عن شهرة أبيات هذه اللزومية فلم نقف على ذكر لبيت من أبياتها فيما رجعنا إليه من المصادر. وننوه هنا إلى أن البيتين (4،5) هما القطعة رقم (65) من كتاب "زجر النابح" ص118 لأبي العلاء وطبع الكتاب بتحقيق د. أمجد الطرابلسي قال: قال أبو العلاء في الرد على من اعترض عليه في هذين البيتين: =وقد جاء شرح البيتين خلال رد أبي العلاء على المعترض عليه فيهما=. إنكار هذا قد صدر عن قلبٍ مستولٍ عليه الشكّ متمكنٌ منه الإلحاد. فمهما سمع من قول يصرفه إليه. لأن الإنسان إذا كثرت همته بالشيء تصوره في كلِّ أوانٍ، وتوهمه في اليقظة والرقاد، كما قال: ولو أنها عصفورة لحسبتها=مسوّمة تدعو عُبيدا وأرثما#(1) أي هذا الخائف لما قد استقرّ في جوانحه يتوهم العصفور فرساً مسومة تنسب إلى هذين الحيين، وهما اللذان هزماه وأوقعا به وبرهطه. وكذلك قول الآخر: ما زلت تحسب كلَّ شيء بعدهم=خيلاً تكرّ عليكم ورجالا#(2) وكذلك جاء في الكتاب العزيز لما ذُكر المنافقون ما لا يزال بهم من الرعب: (كأنهم خُشبٌ مسنده، يحسبون كل صيحه عليهم، هم العدو....)(3) وكذلك هذا الملحد -أبعده الله- أي شيء سمعته تأوله على ما ثبت في صدره. فأما البيتان فليس فيهما ما ينكر وإنما هو كالتوجع لمن حلت به الرزية وهو طفلٌ. والإجماع واقع من أهل الشرائع بأنَّ الأطفال لا ذنوب لهم، وأن تعويضهم يكون من عند الله. فإذا كان الطفل لا ذنب له وقد وقعت به المرزِئة. فينبغي أن تشدّ حذر الكبير وفي هذا الكلام تخويف لما خرج من حال الطفولية. وهو جار مجرى العظة. ومثل ذلك أن يقول السلطان: ينبغي أن يرهبني صاحب النسك. فقوله حضٌّ على الهيبة ولزوم حميد الطريقة لأن الناسك إذا لم يأمنه فالظالم أحق بسطوته وعقوبته. والتوجع لمن وقعت به الرزية موجود في كلام الأخيار من الصحابة والتابعين وغيرهم من سادات العالم ومتورعيه. وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بكى على ولده إبراهيم فقيل له: يا سول الله! ألست تنهانا عن البكاء؟ فقال: (تدمع العين ويخشع القلب ولا نقول ما يغضب الرّب وإنا عليك يا إبراهيم لمحزونون). وقوله: (بأيّ ذنب أخذت فينا؟). معنى قولك: (مالك ذنب يا طفل) قال الشاعر: بأيّ جريرة أسلمتوني=لأعداء لكم يكدون وكدي#(4) أي: مالي جريرة. والذي يعترض على مثل هذه الأشياء لو قدر أن يجعل الخذف بالحصاة إلحاداً، بَلْهَ القيامَ واللعبَ وما هو جارٍ مجراها من أفعال الآدميين(5) وتلك بِغضةٌ وَقَرَتْ في الصدر إما لمخالفة من الطبع. وإما لأمر من القضاء لا يعلم. وقوله: (صَريم سَحْرٍ) أي: قد يُئِس منه أو هلك. السَّحر: الرئة. يقال للفتى الهالك أو الذي وقع منه اليأس: هو صريم سَحر، أي: مقطوع السَحر. يقال: ماله إلا ذنب صُحْر، أي: لا ذنب له. وصُحْر: فيما قيل: أخت لقمان بن عاد (6)قال الشاعر: وعباسٌ يُدِبٌّ بي المنايا=وما أذنبت إلا ذنب صُحْر#(7) هذا كلام الشيخ أبي العلاء على هذين البيتين هـ.(162-آ). (1)أورده اللسان (زنم) منسوبا إلى العولم بن شوذب وفيه (أزنما) بدلا من (أرثما) وهو الصحيح. (2)البيت لجرير من قصيدة له في هجاء الأخطل (ديوان 448-453) مطلعها: حي الغداة برامة الأطلالا=رسما تحمل أهله فأحالا# (3)سورة المنافقون4 (4)يكدون وكدي: يقصدون قصدي. (5)الخذف: رمي الحصى بأطراف الأصابع أو بالمخذفة وهي المقلاع أو أداة من خشب تجعل بين الإبهام والسبابة. (6)الجواب محذوف وتقديره لو قدر....لفعل. (7) انظر الحيوان للجاحظ 11-12 وثمار القلوب للثعالبي ص245، ومجمع الأمثال للميداني 2/264. (8)نسبه الجاحظ في الحيوان 1/22 والثعالبي في ثمار القلوب ص245 لخفاف بن ندبة، مع اختلاف في الرواية والظاهر أنه يعني ب (عباس) العباس بن مرداس وكان بينهما في الجاهلية شر وهجاء.


الى صفحة القصيدة »»