البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : تعالى رازق الأحياء طرا


اللزومية الحادية عشرة حسب شروح لزوم ما لا يلزم :(البحر الوافر) عدد الأبيات (13) تقي أبله وفطن منافق: (1) وقال أيضاً في الهمزة المضمومة مع الياء، والوافر الأول: (2) وكان المرحوم عبد الوهاب عزام قد تناول نشرة الدكتور طه حسين والأنباري بالنقد فور صدورها في مقالتين نشرتا في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق ( المجلد 30ج3 /1955م-1374هـ، والمجلد31 ج3/1956م-1375هـ ) ويظهر من كلامه أنه لم يطلع على شرح البطليوسي لما اختاره من اللزوميات لأن نقده خلا من الإشارة إلى ما نقله طه حسين حرفيا من كلام البطليوسي في كل ما شرح من اللزوميات ولم ينسبه إليه وقد ارتأينا أن ننشر كلام عزام في هامش كل بيت تناول فيه نشرة طه حسين والأنباري بالنقد (ونشير هنا إلى أننا نشرنا مقدمة نقده كاملة في شرح اللزومية السادسة) والأبيات التي نقدها بهذه اللزومية(1،6) تَعالى رازِقُ الأَحياءِ طُرّاً=لَقَد وَهَتِ المُروءةُ وَالحَياءُ# وَإِخوانَ الفَطانَةِ في اِختِيالٍ=كَأَنَّهُمُ لَقَومٍ أَنبِياءُ# وهي القطعة الحادية عشرة حسب ما أورده الدكتور طه حسين في كتابه "صوت أبي العلاء" ص32 وهو كتاب يتضمن شرح خمسين لزومية، نشرت لأول مرة عام ١٩٤٤ : منها ٣٦ لزومية مما قافيته همزة والباقي من قافية الباء وكل ذلك أدرج ضمن نشرته لشرح اللزوميات لاحقا عام ١٩٥٥م، وقال في شرحه للزومية: تعالى الله الذي شمل الناس بنعمته، وعمَّهم برزقه، لم يفرِّق بين فاضل وعاطل، ولا بين ناقص وكامل. لقد وهَتِ المروءة وأخْلَق أدِيمُها، ومضى الحياء وعفتْ آثاره، حتى بُغِّضت الحياة إلى البصير ذي اللبِّ، وكُرِّه العيش إلى الحصيف ذي العقل، وأصبح الموت له راحةً والعدم له نعيماً. أجل! لقد أصبح الموت خيراً من حياة ملؤها الشر، وأحبَّ إلى النفس من عيش مفعم بالذل والاستبداد؛ فقام على الناس ، ومنهم الألبّاء الأذكياء ، ظَلَمة معتدون، يحملونهم على ما يكرهون، ويسوسونهم بما لا يحبون، وهم بعد ذلك أوْلى أن يحملوا نفوسهم على الخير، وأجدر أن يأخذوها بالمعروف. أجلْ! لقد فتَّشت في هذه الدنيا عن أهل الدين الصادق، والاعتقاد الصحيح، الذين لا يشوب صفاء دينهم كدر الرياء، ولا صدأ النفاق ولا دنس الخديعة، فإذا الناس في الدين رجلان: أما أولهما فأبله لا يعقل أو محمَّق لا يفقه، هو البهيمة لا يهديها إلى الحق عقل، ولا يرشدها إلى الخير ضياء. وأما الثاني فذكيٌّ فطن، ولكنه مختال فرح. فأنت من أهل الدين بين ماكر خادع، وجاهل غبي. ولعمري لو أن الدين والتقى كانا عِيّاً وبَلَهاً أو غفلةً وحمقاً، لقد كانت الأعيار التي ضُرِبت عليها الذلة، والحُمُر التي أُخذت بالنزق والمسكنة، أحق بالدين وأدنى إليه، ولكان ذلك الأجرب الذي أكلَّه العبء الثقيل، وهبّت عليه الريح الباردة، فزادته تأذِّياً بدائه وتألُّماً بعلته؛ أهدى إلى الدين سبيلاً، وأكثر فيه رشداً! أجلْ! لقد عظم الشرُّ في هذه الحياة، واشتد حرص الناس عليها؛ فليس فيهم إلا محب لها ومشغوف بها، حتى جعلهم الحرص كلهم فقراء، لا يعرفون الغِنَى، ولا يذوقون النعمة، وحتى كان ما فيها من شقاء يُغريهم بها، وما في الموت من راحة يصرفهم عنه. ولقد عظم في نفوسهم أثر الحرص على الحياة، حتى ما تجد لأحد من أصحابه صفيّاً ولا صديقاً. وكذلك باعدت الحياة بين الناس قديماً؛ فهم أعداء منذ كانوا وقد خُلِقُوا ليكونوا أصدقاء. إيهِ أيها المحمَّقون! لقد أخطأتكم العبرة، وأضلتكم الموعظة، فغفلتم عما كان يخلُق بكم أن تحفِلوا به وتتنبهوا إليه! علامَ تأسفون إن دهمكم الموت وفارقتكم الحياة؟ أفتعتقدون أن الشمس وهي أذكى منكم ناراً وأجمل بهاء تحس ما لها من نباهة الشأن وحسن الطلعة، فتأسف إن فارقها جمالها، وتأسَى إن باعدها ضياؤها! أمَا إن في العالم لعِبَراً نافعة، ومواعظ صالحة، ولكن الناس أكثرهم لا يعقلون. * أما عن شهرة أبيات هذه اللزومية فلم نقف على ذكر لبيت من أبياتها فيما رجعنا إليه من المصادر وأثمن ابياتها البيت الثالث: وَما لي لا أَكونُ وَصيَّ نَفسي=وَلا تَعصي أُمورِي الأَوصِياءُ # يعني كيف لا يحق لي أن أختار ما أريد ويكون أمثال هؤلاء أوصياء عليّ وجدير بالذكر أن البيتين (5،4) من الأبيات التي أوردها أبو العلاء نفسه في كتابه "زجر النابح" المنشور بتحقيق د. أمجد الطرابلسي ص11. وَقَد فَتَّشتُ عَن أَصحابِ دينٍ=لَهُم نُسكٌ وَلَيسَ لَهُم رِياءُ# فَأَلفَيتُ البَهائِمَ لاعُقولٌ=تُقيمُ لَها الدَليلَ وَلا ضِياءُ# قال أبو العلاء في الرد على من اعترض عليه في هذين البيتين: الكلام في هذين البيتين أنّهما خرجا على الخصوص لا على العموم. لأنّ جميع الملل المخالفة إذا كُشف عنهم وُجدوا كذلك. والكلام طالما دلّ على ظاهره على انتظام الجنس وهو مقصور على بعضٍ دون كلّ. أليس قوله تعالى: (إنّ المجرمينَ في عذابِ جهنّم خالدونَ)(3) دليلاً في الظاهر على أنّ كلّ مجرمٍ يجب أن يَخْلدَ في العذاب؟ والكتاب الكريم شاهد بأن المجرم إذا تاب خرج من حكم الإجرام إلى حكمٍ سواه. وذلك أكثر من أن يحصى في القرآن وفي كلّ كلامٍ فصيح. ومما يدلّ على أن المجرمين ليسوا على العموم في الآية قوله تعالى: (إنَّ الله لا يغفرُ أن يُشركَ به ويغفرُ ما دون ذلك لمنْ يشاء، ومن يُشرك بالله فقد ضلَّ ضلالاً بعيداً)(4). هـ هذا كلامه في الردّ على المعترض عليه في هذين البيتين من زجر النابح. (1)حرف الهمزة_ الهمزة المضمومة مع الياء، والوافر الأول: ص 44شرح نَديم عَدِي_ ج1/دار طلاس للدراسات/ط2. (2)فصل الهمزة_ الهمزة المضمومة مع الياء، والوافر الأول – أي ذو العروض المقطوفة، وضربها مثلها_ ، ص 94 تأليف الدكتور طه حسين، إبراهيم الأبياري ج1/دار المعارف بمصر. (3)سورة الزخرف: 74. (4)سورة النساء:116. تعليق موقع المعري: قوله: "وذلك أكثر من أن يحصى في القرآن" هذا أسلوب قديم جدا، وفي حديث عبد الله بن مسعود: (العلم أكثر من أن يحصى فخذوا من كل شيء أحسنه) وفي "اخبار الزجاجي" (والمضمر من كلام العرب أكثر من ان يحصى)


الى صفحة القصيدة »»